قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
+3
abde
الملكة
جزائري وافتخر
7 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
,,
قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
*| *بسم الله الرحمن الرحيم*| *
للقرآنِ الكريمِ جمالٌ يسحرُ القلوبَ ، وجلالٌ يهذِّبُ النُّفوسَ ،
جاءَ فرقانًا بينَ البلاغةِ البشريةِ العاليةِ ، وبينَ سموِّ البيانِ الإلهيِّ العليِّ ،
فكانَ إعجازًا تنقطعُ عنده الأطماعُ ، وتُقهرُ دونه القوى . وحينَ يُعالجُ السِّياقُ القرآنيُّ
مشكلاتِ الإنسانيَّةِ ؛ فإنَّه يبتدئُ من الأعماقِ ، يبتدئُ من خبايا الصدورِ ،
ويدخلُ في مساربِ النُّفوسِ وأغوارها ، ولذلك فحديثُ القرآنِ ناطقٌ بألوهيَّته دالٌ على ربوبيتهِ .
يعرضُ اللهُ – عزَّ وجلَّ – في القرآنِ الأحداثَ التاريخيَّةَ
عظةً بليغةً تنثالُ على النَّفسِ فيها من المعاني التثقيفيَّةِ من سياقاتها ومقاصدِها ،
واصطفاءِ كلماتها ، ودقةِ نظامِها ، وإحكامِ بنائها ، وجمالِ تصويرِها ؛
ما يحدثُ أثرًا تحويليًّا ينقلُ فيه الناسَ من الظلماتِ إلى النُّور .
لقدْ كانت غزوةُ أحدٍ بما دارَ فيها من أحداثٍ درسًا عميقًا من الواقعِ الحركيِّ
للدولةِ المُسلمةِ الجديدةِ .كانَ الحدثُ مجالًا مناسبًا أنْ يُعقَّبَ فيه بالتوجيهِ
والإرشادِ لكي لا تتكررَ هذه الهفواتُ القاتلةُ في مسيرةِ دولةٍ فتيةٍ كانت في طورِ
التأسيسِ تُعِدُّ نفسَها لأنْ تنشرَ على أكتافِ الصفوةِ التبشيرَ بدينِ اللهِ.
ولنلتمسْ في موقفٍ من هذه المواقفِ كيفَ يتماسُّ التَّعبيرُ القرآنيُّ البليغُ بالغايةِ
التثقيفيَّةِ مع تفرُّدِ المعنى بالديمومةِ ليكونَ صالحًا لكلِّ زمانٍ ومكان .
تنزلُ هذه الآيةُ تعقيبًا على حدثٍ يُعدُّ من أهمِّ أحداثِ الغزوةِ .
يرويهِ الواحديُّ – رحمه اللهُ - قالَ : قال عطية العوفي: لما كان يوم أحد انهزم الناس
فقال بعض الناس: قد أصيب محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعضهم:
إن كان محمد قد أصيب ألا ما تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل
الله تعالى في ذلك (وما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ)
إلى (وَكأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنوا لِما أَصابَهُم في سَبيلِ الله ِوَما ضَعُفوا)
- لقتل نبيهم - إلى قوله (فَآتاهُمُ الله ُثَوابَ الدُنيا).( )
فلننظرْ كيفَ جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ مُعقِّبًا على ذلك :
يقولُ اللهُ تعالى :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ
فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
( آل عمران : 144 ) .
جاءَ قوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ )
مراعيًا للمقامِ الذي هم عليه وإنْ لمْ تتفوَّه ألسنتُهم به أو كان هذا مُقتضى ما تفوَّهتْ
به ألسنتُهم من تركِ القتالِ ، والنُّكوصِ على الأعقابِ . إنَّ هذا القرارَ الذي يخالجُ
نفوسَ بعضهم آنذاك ، كان بمثابةِ أنْ يُظنَّ أنَّ بقاءَ هذه الشريعةِ السَّاميةِ مرهونُ
ببقاءِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – وعليهِ فإمَّا أنْ تنُقضَ الشريعةُ
بموتِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم - وإمَّا أنْ يُظنَّ
أنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - لا يموتُ ، وكونُ الشريعةِ
تنتهي بوفاتهِ تستبعدُه العقولُ الصحيحةُ التي هداها اللهُ – عزَّ وجلَّ –
إلى نُورِ شرعهِ ، فجاءَ الرَّدُّ على الاعتقادِ الآخر بأٍسلوبِ القَصْرِ ، فاصطُفي
في التركيبِ النفيُ مع الاستثناءِ ؛لأنَّ طبيعةَ هذا الأسلوبِ تقتضي أنْ يكونَ
المُخاطَبُ منُكرًا أو جاهلًا لشدةِ تأكيدِ المعنى الذي يسوقُه التركيبُ .
والذي نلحظُه هنا أنَّ المقام يقتضي أن يُنَزَّلَ الفاعلُ لذلك مقام
من يُنكرُ موتَه فيقلبَ الأسلوبُ هذا التصورَ في نفسِ المخاطَبِ ،
أو أنْ يكونَ المخاطَبُ يعتقدُ أنَّه رسولٌ وأنَّه لا يموتُ فيأتي التركيبُ
ليقرَّه على رسالته نافيا الظنَّ بعدمِ موتِه وهو ما يسمى بالإفرادِ .
فقصرُ شخصِه - عليه الصلاة والسلام - باسمِه ( محمدٌ )
الذي تنطوي تحتَه الخلالُ الحميدةُ على الرسالةِ ثم إعقابُ
ذلك بقوله تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) هو حِجاجٌ عقليٌّ
لأنَّه يخاطبهم تأسيسًا على القدْرِ الذي يؤمنونَ به وهو أنه رسولٌ ،
وأنه مسبوقٌ بالرسلِ ، فإذا كان ذلك كذلك قادهم التّأمُّلُ إلى
الوصولِ إلى أنَّ الرسلَ قد فَنَوا ، وأنَّ أتباعهم استمروا على
الشرعِ الذي جاءت به الرسلُ .
هذا ما جاءَ في التركيبِ مُقرِّرا الحقيقةَ ابتداءً ، غيرَ أنَّ ظلالَ هذه المعاني التثقيفيَّةِ
تغرسُ في النفوسِ معلمًا آخرَ ، وهو أنَّ هذه الدعوةَ هي مسيرةُ تاريخٍ ضاربٍ
في جذورِ الزمنِ " وهي أكبر من الداعية ،وأبقى من الداعية . فدعاتها يجيئون
ويذهبون وتبقى هي على الأجيال والقرون، ويبقى أتباعها موصولين بمصدرها الأول،
الذي أرسل بها الرسل ،وهو باق - سبحانه - يتوجه إليه المؤمنون..."( ) وحينَ تكونُ
القدوةُ أنموذجًا نستلهم منه المنهجَ الصحيحَ ، فعلينا أنْ نتعلَّقَ بالمنهجِ لا أنْ نتعلَّقَ
بالذواتِ ، لأنَّ المنهجَ باقٍ ببقاءِ هذه الرسالةِ ، أمَّا الذواتُ فإنَّها فانيةٌ ، كما علينا
ألَّا نُخرجَ القدواتِ من إطارِ البشريَّةِ التي لا يرتضيها اللهُ عزَّ وجلَّ ولا المنهجُ الذي
نُنافحُ من أجلهِ .
قوله تعالى : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )
همزةُ الاستفهامِ هنا داخلةٌ على محذوفٍ مقدَّرٍ دلّتْ عليه الفاءُ وهذا المقدَّرُ
مفهومٌ من السياقِ ، ولو صُرِّحَ به لكانَ : أَتؤمنونَ به حالَ بقائه فإنْ ماتَ
أو قُتلَ انقلبتم على أعقابكم ؟! ( ) و الاستفهامُ هنا لا يُرادُ به حقيقة معناه
بل المرادُ منه الإنكارُ والتعجيبُ من هذا المنطقِ .
وقُدِّمَ الموتُ على القتلِ في الآية لنُكتتينِ :
1- إيماء إلى أنَّه واقعٌ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - مستقبلًا ،
فاقتضى التقديمُ التنويهَ إلى أهميته في المعنى لتحقُّقه مستقبلًا .
2- أنَّ الموتَ هي الصفةُ الجامعةُ للرسلِ الذين أُشيرَ إليهم في قوله تعالى
: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) فكانَ تقديمُه إشارةً إليه.( )
أمَّا ترديدُه بين الموتِ والقتلِ فإمَّا أنْ يكونَ نزولًا عندَ
اعتقادِ المخاطَبين ، أو أنْ يكونَ تحقيقًا للمعنى لأنَّه " ..كان في علمه سبحانه
أنه صلى الله عليه وسلم يموت موتاً - لكونه على فراشه ، وقتلاً - لكونه بالسم"( )
إننا نلحظُ التصاعدَ البديعَ في المعنى ، فالجملةُ الأولى وردَ فيها الإنكارُ على
الاعتقادِ بالتَّلميحِ المستفادِ من جملةِ القَصْرِ والجملةُ الثانيةُ ورد َالإنكارُ فيها
بالتصريحِ وهذا ينْسجمُ مع طبيعةِ النفسِ التي تَتَشَوَّفُ إلى الأمرِ حتَّى
يُسفِرَ المعنى ، كما أنَّ فيه مراعاةً لفَهْمِ الناسِ وأحوالهم ، فمنهم من
تكفيه الإشارةُ ، ومنهم من يحتاجُ إلى الإيضاحِ والإرشادِ بالعبارةِ ، وحين يصرِّحُ
بالعبارةِ فلا تأتي العبارةُ خلوًا من البلاغةِ والتأثيرِ ، بل يمتزجُ فيها الاستفهامُ
بالشرطِ ليكونَ موردُ الجملةِ مستفزًّا للعقولِ ، ومُلهبًا للمشاعرِ. إنَّه كلامُ اللهِ !
ثم يأتي التعقيبُ : ( وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا )
كلمةٌ ترتجفُ في كتابتها الأقلامُ ، وتخفقُ لسماعها القلوبُ ،
كيفَ لا ؟! وهي تحملُ في ظلالها معانيَ الوعيدِ الإلهيِّ ،
لأنَّ نفيَ الضررِ عنه سبحانه يعني أنَّ نتيجةَ ذلك الانقلابِ
عائدٌ على النفسِ تجني منه الوبالَ والخسرانَ . والتعبيرُ
بالفعلِ المضارع ( يَنْقَلِبْ ) يجعلُ من هذه الصورةِ قاعدةً
ثابتةً مستمرةً في حالِ كلِّ منقلبٍ ، يحاد اللهَ ورسولَه ،
وينحرفُ عن منهاجه ، إنَّه لا يجني بهذا الضلالِ إلا حرمانَ نفسِه من الهدايةِ
في الدنيا و العقابَ في الآخرةِ ، و كلمةُ (شَيْئًا) في سياقِ النفي دالةٌ على
عمومِ النفي ما قلَّ منه وما كَثُرَ ، وما دقَّ منه وما عَظُمَ. والصورةُ
تحملُ في أبعادها ظلالًا نفسيةً ؛ لأنَّ الحقَ سبحانه أبرزَ صورةَ
الخذلانِ النفسيِّ والانكسارِ في هذه الصورةِ الحسيَّةِ الناطقةِ ،
كأنَّنا نشاهدها أمامَ أعيننا وهي صورةُ النَّاكصِ على قدميه فرارًا ،
وذِكْرُ العقبين مقصودٌ للتنفيرِ من الصورةِ لأنَّها موضعُ الاتِّساخِ عادةً.
هذا تسلسلُ المعنى ، تصفيةٌ للحقيقةِ في الأذهانِ ،
ثم إنكارٌ صريحٌ لما خالجَ النفوسَ ، ثم وعيدٌ منفِّرٌ من مآلاتِ اعتقادِه .
هذا شأنُ من انْقلبَ على عقبيه ، فما شأنُ أولئك الثابتين الراسخين ،
الذين تَغلْغلَ الإيمانُ في قلوبهم ، فارتبطتْ هذه القلوبُ بمولاها الكريمِ ،
يلتفتُ إليهم السياقُ بقوله تعالى : (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
ولَكمْ يكونُ لاستحضارِ اسمِه الكريمِ ( الله ) الذي يملأُ النفسَ إجلالًا من الهيبةِ
ومن إعلان شأنهم كذلك ، إذ استحضرَ اسمَه الكريمَ في موضعٍ كان يمكنُ
أنْ يُضمرَ فيه فيكون ( وسيجزي الشاكرين ) ولكنْ لمَّا كانَ قيمةُ هذا الجزاءِ
من مصدرِه كان استدعاءُ اسمه يضفي على السياقِ الهيبةَ الممزوجةَ بالبشرى .
والتعبيرُ بالاسم ( الشاكرين ) دالٌّ على أنَّ الشكرَ سمةٌ من سماتهم الدائمةِ ،
فلمْ يأتِ التعبيرُ (وسيجزي اللهُ الذين شكروا ) إنّما عُبِّرَ بالشاكرينَ دلالةً على
الديمومةِ والثباتِ ، وهذا مصداقُ ما رواه البخاريُّ بسندِه عن المغيرة يقول :
( قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له :
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ،
ومن بديعِ ما في تركيبِ الآيةِ أنَّه أثبتَ الانقلابَ وعدمَ الضرِّ أولًا دليلًا
على حذفِ صدرِ الجملةِ الثانيةِ وأثبتَ الجزاءَ في الجملةِ الثانيةِ دليلًا
على حذفِ مثلِه في الأولى( ) ، ولكي يتضحَ التركيبُ فإنَّ تركيبَ الجملةِ هكذا
1- (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا) 2- (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الُمْنقَلِبينَ )
3- ( ومَنْ يَشْكُرِ اللهَ ) 4- (سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
فهاهنا أربعُ جُملٍ ، فإثباتُ الجملةِ الأولى دلَّ على المحذوفِ في الجملةِ الثالثةِ ،
والإثباتُ في الجملةِ الرابعةِ دلَّ على المحذوفِ في الجملةِ الثانيةِ ،
وحينَ يأتي التركيبُ على هذا النحوِ فإنَّ فيه دلالةً على شدَّةِ ترابطِ
أجزاءِ الجملةِ ترابطًا يُفضي إلى جوازِ إقامةِ كلِّ معنى مثبتٍ فيه دليلًا
على قرينه المحذوفِ ، كما أنَّ في ذلك معنى تثقيفيًّا آخرَ وهو أنَّ
المحذوفَ من الجملةِ الأولى جزاءُ المنقلبينَ وكأنَّ حذفَه والإعراضَ
عن ذكرِه يُهيبُ بالمؤمنينَ عدمَ الحاجةِ إلى ذكرِه شحذًا وترغيبًا
للنفوسِ لعدمِ إمكانِ صدورهِ من المؤمنين ، وفي حذفِ جزءِ الجملةِ
الثانيةِ ترغيبٌ بعدمِ التعليقِ ، وكأنَّ المؤمنَ الحقَّ صفةُ الشكرِ لازمةٌ له ،
فما يحتاجه المؤمنُ هنا هو التحفيزُ بالثمرةِ والجزاءِ .
هذهِ ومضةٌ من ومضاتٍ المعنى في هذه الآيةِ ،وقبسٌ من مشكاتها ،
وجزءٌ أسفرَ فيه المعنى عن نفسه ، وإنْ تتأمله العقولُ تؤتى على قدر تأملها ،
وما يفتح الله بها عليها ، فسبحانَ منْ لا يخلقُ كلامُه على كثرةِ تردادهِ ولا يبْلى !
وائل بن عمر العُمري
جامعة الملك عبد العزيز
قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
*| *بسم الله الرحمن الرحيم*| *
للقرآنِ الكريمِ جمالٌ يسحرُ القلوبَ ، وجلالٌ يهذِّبُ النُّفوسَ ،
جاءَ فرقانًا بينَ البلاغةِ البشريةِ العاليةِ ، وبينَ سموِّ البيانِ الإلهيِّ العليِّ ،
فكانَ إعجازًا تنقطعُ عنده الأطماعُ ، وتُقهرُ دونه القوى . وحينَ يُعالجُ السِّياقُ القرآنيُّ
مشكلاتِ الإنسانيَّةِ ؛ فإنَّه يبتدئُ من الأعماقِ ، يبتدئُ من خبايا الصدورِ ،
ويدخلُ في مساربِ النُّفوسِ وأغوارها ، ولذلك فحديثُ القرآنِ ناطقٌ بألوهيَّته دالٌ على ربوبيتهِ .
يعرضُ اللهُ – عزَّ وجلَّ – في القرآنِ الأحداثَ التاريخيَّةَ
عظةً بليغةً تنثالُ على النَّفسِ فيها من المعاني التثقيفيَّةِ من سياقاتها ومقاصدِها ،
واصطفاءِ كلماتها ، ودقةِ نظامِها ، وإحكامِ بنائها ، وجمالِ تصويرِها ؛
ما يحدثُ أثرًا تحويليًّا ينقلُ فيه الناسَ من الظلماتِ إلى النُّور .
لقدْ كانت غزوةُ أحدٍ بما دارَ فيها من أحداثٍ درسًا عميقًا من الواقعِ الحركيِّ
للدولةِ المُسلمةِ الجديدةِ .كانَ الحدثُ مجالًا مناسبًا أنْ يُعقَّبَ فيه بالتوجيهِ
والإرشادِ لكي لا تتكررَ هذه الهفواتُ القاتلةُ في مسيرةِ دولةٍ فتيةٍ كانت في طورِ
التأسيسِ تُعِدُّ نفسَها لأنْ تنشرَ على أكتافِ الصفوةِ التبشيرَ بدينِ اللهِ.
ولنلتمسْ في موقفٍ من هذه المواقفِ كيفَ يتماسُّ التَّعبيرُ القرآنيُّ البليغُ بالغايةِ
التثقيفيَّةِ مع تفرُّدِ المعنى بالديمومةِ ليكونَ صالحًا لكلِّ زمانٍ ومكان .
تنزلُ هذه الآيةُ تعقيبًا على حدثٍ يُعدُّ من أهمِّ أحداثِ الغزوةِ .
يرويهِ الواحديُّ – رحمه اللهُ - قالَ : قال عطية العوفي: لما كان يوم أحد انهزم الناس
فقال بعض الناس: قد أصيب محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعضهم:
إن كان محمد قد أصيب ألا ما تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل
الله تعالى في ذلك (وما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ)
إلى (وَكأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنوا لِما أَصابَهُم في سَبيلِ الله ِوَما ضَعُفوا)
- لقتل نبيهم - إلى قوله (فَآتاهُمُ الله ُثَوابَ الدُنيا).( )
فلننظرْ كيفَ جاءَ التعبيرُ القرآنيُّ مُعقِّبًا على ذلك :
يقولُ اللهُ تعالى :
( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ
فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
( آل عمران : 144 ) .
جاءَ قوله تعالى : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ )
مراعيًا للمقامِ الذي هم عليه وإنْ لمْ تتفوَّه ألسنتُهم به أو كان هذا مُقتضى ما تفوَّهتْ
به ألسنتُهم من تركِ القتالِ ، والنُّكوصِ على الأعقابِ . إنَّ هذا القرارَ الذي يخالجُ
نفوسَ بعضهم آنذاك ، كان بمثابةِ أنْ يُظنَّ أنَّ بقاءَ هذه الشريعةِ السَّاميةِ مرهونُ
ببقاءِ الرسولِ – صلى الله عليه وسلم – وعليهِ فإمَّا أنْ تنُقضَ الشريعةُ
بموتِ الرسولِ -صلى الله عليه وسلم - وإمَّا أنْ يُظنَّ
أنَّ الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - لا يموتُ ، وكونُ الشريعةِ
تنتهي بوفاتهِ تستبعدُه العقولُ الصحيحةُ التي هداها اللهُ – عزَّ وجلَّ –
إلى نُورِ شرعهِ ، فجاءَ الرَّدُّ على الاعتقادِ الآخر بأٍسلوبِ القَصْرِ ، فاصطُفي
في التركيبِ النفيُ مع الاستثناءِ ؛لأنَّ طبيعةَ هذا الأسلوبِ تقتضي أنْ يكونَ
المُخاطَبُ منُكرًا أو جاهلًا لشدةِ تأكيدِ المعنى الذي يسوقُه التركيبُ .
والذي نلحظُه هنا أنَّ المقام يقتضي أن يُنَزَّلَ الفاعلُ لذلك مقام
من يُنكرُ موتَه فيقلبَ الأسلوبُ هذا التصورَ في نفسِ المخاطَبِ ،
أو أنْ يكونَ المخاطَبُ يعتقدُ أنَّه رسولٌ وأنَّه لا يموتُ فيأتي التركيبُ
ليقرَّه على رسالته نافيا الظنَّ بعدمِ موتِه وهو ما يسمى بالإفرادِ .
فقصرُ شخصِه - عليه الصلاة والسلام - باسمِه ( محمدٌ )
الذي تنطوي تحتَه الخلالُ الحميدةُ على الرسالةِ ثم إعقابُ
ذلك بقوله تعالى : (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) هو حِجاجٌ عقليٌّ
لأنَّه يخاطبهم تأسيسًا على القدْرِ الذي يؤمنونَ به وهو أنه رسولٌ ،
وأنه مسبوقٌ بالرسلِ ، فإذا كان ذلك كذلك قادهم التّأمُّلُ إلى
الوصولِ إلى أنَّ الرسلَ قد فَنَوا ، وأنَّ أتباعهم استمروا على
الشرعِ الذي جاءت به الرسلُ .
هذا ما جاءَ في التركيبِ مُقرِّرا الحقيقةَ ابتداءً ، غيرَ أنَّ ظلالَ هذه المعاني التثقيفيَّةِ
تغرسُ في النفوسِ معلمًا آخرَ ، وهو أنَّ هذه الدعوةَ هي مسيرةُ تاريخٍ ضاربٍ
في جذورِ الزمنِ " وهي أكبر من الداعية ،وأبقى من الداعية . فدعاتها يجيئون
ويذهبون وتبقى هي على الأجيال والقرون، ويبقى أتباعها موصولين بمصدرها الأول،
الذي أرسل بها الرسل ،وهو باق - سبحانه - يتوجه إليه المؤمنون..."( ) وحينَ تكونُ
القدوةُ أنموذجًا نستلهم منه المنهجَ الصحيحَ ، فعلينا أنْ نتعلَّقَ بالمنهجِ لا أنْ نتعلَّقَ
بالذواتِ ، لأنَّ المنهجَ باقٍ ببقاءِ هذه الرسالةِ ، أمَّا الذواتُ فإنَّها فانيةٌ ، كما علينا
ألَّا نُخرجَ القدواتِ من إطارِ البشريَّةِ التي لا يرتضيها اللهُ عزَّ وجلَّ ولا المنهجُ الذي
نُنافحُ من أجلهِ .
قوله تعالى : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ )
همزةُ الاستفهامِ هنا داخلةٌ على محذوفٍ مقدَّرٍ دلّتْ عليه الفاءُ وهذا المقدَّرُ
مفهومٌ من السياقِ ، ولو صُرِّحَ به لكانَ : أَتؤمنونَ به حالَ بقائه فإنْ ماتَ
أو قُتلَ انقلبتم على أعقابكم ؟! ( ) و الاستفهامُ هنا لا يُرادُ به حقيقة معناه
بل المرادُ منه الإنكارُ والتعجيبُ من هذا المنطقِ .
وقُدِّمَ الموتُ على القتلِ في الآية لنُكتتينِ :
1- إيماء إلى أنَّه واقعٌ للرسولِ - صلى الله عليه وسلم - مستقبلًا ،
فاقتضى التقديمُ التنويهَ إلى أهميته في المعنى لتحقُّقه مستقبلًا .
2- أنَّ الموتَ هي الصفةُ الجامعةُ للرسلِ الذين أُشيرَ إليهم في قوله تعالى
: (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ) فكانَ تقديمُه إشارةً إليه.( )
أمَّا ترديدُه بين الموتِ والقتلِ فإمَّا أنْ يكونَ نزولًا عندَ
اعتقادِ المخاطَبين ، أو أنْ يكونَ تحقيقًا للمعنى لأنَّه " ..كان في علمه سبحانه
أنه صلى الله عليه وسلم يموت موتاً - لكونه على فراشه ، وقتلاً - لكونه بالسم"( )
إننا نلحظُ التصاعدَ البديعَ في المعنى ، فالجملةُ الأولى وردَ فيها الإنكارُ على
الاعتقادِ بالتَّلميحِ المستفادِ من جملةِ القَصْرِ والجملةُ الثانيةُ ورد َالإنكارُ فيها
بالتصريحِ وهذا ينْسجمُ مع طبيعةِ النفسِ التي تَتَشَوَّفُ إلى الأمرِ حتَّى
يُسفِرَ المعنى ، كما أنَّ فيه مراعاةً لفَهْمِ الناسِ وأحوالهم ، فمنهم من
تكفيه الإشارةُ ، ومنهم من يحتاجُ إلى الإيضاحِ والإرشادِ بالعبارةِ ، وحين يصرِّحُ
بالعبارةِ فلا تأتي العبارةُ خلوًا من البلاغةِ والتأثيرِ ، بل يمتزجُ فيها الاستفهامُ
بالشرطِ ليكونَ موردُ الجملةِ مستفزًّا للعقولِ ، ومُلهبًا للمشاعرِ. إنَّه كلامُ اللهِ !
ثم يأتي التعقيبُ : ( وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا )
كلمةٌ ترتجفُ في كتابتها الأقلامُ ، وتخفقُ لسماعها القلوبُ ،
كيفَ لا ؟! وهي تحملُ في ظلالها معانيَ الوعيدِ الإلهيِّ ،
لأنَّ نفيَ الضررِ عنه سبحانه يعني أنَّ نتيجةَ ذلك الانقلابِ
عائدٌ على النفسِ تجني منه الوبالَ والخسرانَ . والتعبيرُ
بالفعلِ المضارع ( يَنْقَلِبْ ) يجعلُ من هذه الصورةِ قاعدةً
ثابتةً مستمرةً في حالِ كلِّ منقلبٍ ، يحاد اللهَ ورسولَه ،
وينحرفُ عن منهاجه ، إنَّه لا يجني بهذا الضلالِ إلا حرمانَ نفسِه من الهدايةِ
في الدنيا و العقابَ في الآخرةِ ، و كلمةُ (شَيْئًا) في سياقِ النفي دالةٌ على
عمومِ النفي ما قلَّ منه وما كَثُرَ ، وما دقَّ منه وما عَظُمَ. والصورةُ
تحملُ في أبعادها ظلالًا نفسيةً ؛ لأنَّ الحقَ سبحانه أبرزَ صورةَ
الخذلانِ النفسيِّ والانكسارِ في هذه الصورةِ الحسيَّةِ الناطقةِ ،
كأنَّنا نشاهدها أمامَ أعيننا وهي صورةُ النَّاكصِ على قدميه فرارًا ،
وذِكْرُ العقبين مقصودٌ للتنفيرِ من الصورةِ لأنَّها موضعُ الاتِّساخِ عادةً.
هذا تسلسلُ المعنى ، تصفيةٌ للحقيقةِ في الأذهانِ ،
ثم إنكارٌ صريحٌ لما خالجَ النفوسَ ، ثم وعيدٌ منفِّرٌ من مآلاتِ اعتقادِه .
هذا شأنُ من انْقلبَ على عقبيه ، فما شأنُ أولئك الثابتين الراسخين ،
الذين تَغلْغلَ الإيمانُ في قلوبهم ، فارتبطتْ هذه القلوبُ بمولاها الكريمِ ،
يلتفتُ إليهم السياقُ بقوله تعالى : (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
ولَكمْ يكونُ لاستحضارِ اسمِه الكريمِ ( الله ) الذي يملأُ النفسَ إجلالًا من الهيبةِ
ومن إعلان شأنهم كذلك ، إذ استحضرَ اسمَه الكريمَ في موضعٍ كان يمكنُ
أنْ يُضمرَ فيه فيكون ( وسيجزي الشاكرين ) ولكنْ لمَّا كانَ قيمةُ هذا الجزاءِ
من مصدرِه كان استدعاءُ اسمه يضفي على السياقِ الهيبةَ الممزوجةَ بالبشرى .
والتعبيرُ بالاسم ( الشاكرين ) دالٌّ على أنَّ الشكرَ سمةٌ من سماتهم الدائمةِ ،
فلمْ يأتِ التعبيرُ (وسيجزي اللهُ الذين شكروا ) إنّما عُبِّرَ بالشاكرينَ دلالةً على
الديمومةِ والثباتِ ، وهذا مصداقُ ما رواه البخاريُّ بسندِه عن المغيرة يقول :
( قام النبي صلى الله عليه و سلم حتى تورمت قدماه فقيل له :
غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر . قال : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ،
ومن بديعِ ما في تركيبِ الآيةِ أنَّه أثبتَ الانقلابَ وعدمَ الضرِّ أولًا دليلًا
على حذفِ صدرِ الجملةِ الثانيةِ وأثبتَ الجزاءَ في الجملةِ الثانيةِ دليلًا
على حذفِ مثلِه في الأولى( ) ، ولكي يتضحَ التركيبُ فإنَّ تركيبَ الجملةِ هكذا
1- (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا) 2- (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الُمْنقَلِبينَ )
3- ( ومَنْ يَشْكُرِ اللهَ ) 4- (سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ )
فهاهنا أربعُ جُملٍ ، فإثباتُ الجملةِ الأولى دلَّ على المحذوفِ في الجملةِ الثالثةِ ،
والإثباتُ في الجملةِ الرابعةِ دلَّ على المحذوفِ في الجملةِ الثانيةِ ،
وحينَ يأتي التركيبُ على هذا النحوِ فإنَّ فيه دلالةً على شدَّةِ ترابطِ
أجزاءِ الجملةِ ترابطًا يُفضي إلى جوازِ إقامةِ كلِّ معنى مثبتٍ فيه دليلًا
على قرينه المحذوفِ ، كما أنَّ في ذلك معنى تثقيفيًّا آخرَ وهو أنَّ
المحذوفَ من الجملةِ الأولى جزاءُ المنقلبينَ وكأنَّ حذفَه والإعراضَ
عن ذكرِه يُهيبُ بالمؤمنينَ عدمَ الحاجةِ إلى ذكرِه شحذًا وترغيبًا
للنفوسِ لعدمِ إمكانِ صدورهِ من المؤمنين ، وفي حذفِ جزءِ الجملةِ
الثانيةِ ترغيبٌ بعدمِ التعليقِ ، وكأنَّ المؤمنَ الحقَّ صفةُ الشكرِ لازمةٌ له ،
فما يحتاجه المؤمنُ هنا هو التحفيزُ بالثمرةِ والجزاءِ .
هذهِ ومضةٌ من ومضاتٍ المعنى في هذه الآيةِ ،وقبسٌ من مشكاتها ،
وجزءٌ أسفرَ فيه المعنى عن نفسه ، وإنْ تتأمله العقولُ تؤتى على قدر تأملها ،
وما يفتح الله بها عليها ، فسبحانَ منْ لا يخلقُ كلامُه على كثرةِ تردادهِ ولا يبْلى !
وائل بن عمر العُمري
جامعة الملك عبد العزيز
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
مشكووووووووووووور على الموضوع المميز
الملكة- عدد المساهمات : 155
نقاط : 155
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/01/2013
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
بوركت مواضيعك مميزة للغاية اتمنى ان تكون دائما بقوة في طرحها شكرااااا
abde- عدد المساهمات : 105
نقاط : 105
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/01/2013
the killer- عدد المساهمات : 74
نقاط : 86
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/01/2013
العمر : 28
the killer- عدد المساهمات : 74
نقاط : 86
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/01/2013
العمر : 28
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
الله يعطيكـ العافيه يارب
خالص مودتى لكـ
وتقبل ودى وإحترامى
غروري ذابحهم- عدد المساهمات : 73
نقاط : 73
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/10/2013
العمر : 27
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
مشكوووووووووور دائما مبدع في الطرح
ننتظر جديــــــــــــــــــــدك بفارغ الصبر
ننتظر جديــــــــــــــــــــدك بفارغ الصبر
الملكة- عدد المساهمات : 155
نقاط : 155
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/01/2013
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
مشكواررررررررررررررررررررررررررررررررر
والله معندي مغيرك انتي- عدد المساهمات : 5
نقاط : 5
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/10/2013
العمر : 28
رد: قبس من التثقيف النفسي في القرآن الكريم
طرح مميز وجزاكك الله الف خخير
ويعطيكك ربي الف عافيهه
والله يكثر من امثالك
لاهنتي
ويعطيكك ربي الف عافيهه
والله يكثر من امثالك
لاهنتي
روقآن دآيزين- عدد المساهمات : 12
نقاط : 26
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/12/2013
العمر : 25
مواضيع مماثلة
» التثقيف النفسي للطفل
» التثقيف النفسي الأرشادي
» حتى يؤتي التثقيف النفسي ثماره,,
» التثقيف النفسي للطفل دور أساسي تهمله الأمهات
» هل تريد أن تحفظ القرآن الكريم ؟؟ وتقول : ۩۞۩ أريــد أحفـــــــــــظ ...!! ۩۞۩
» التثقيف النفسي الأرشادي
» حتى يؤتي التثقيف النفسي ثماره,,
» التثقيف النفسي للطفل دور أساسي تهمله الأمهات
» هل تريد أن تحفظ القرآن الكريم ؟؟ وتقول : ۩۞۩ أريــد أحفـــــــــــظ ...!! ۩۞۩
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى