السمنة المفرطة مفهومها وطرق علاجها
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
السمنة المفرطة مفهومها وطرق علاجها
مقدمة :
تعتبر مشكلة السمنة المفرطة إحدى المشكلات الصحية التي فرضت نفسها كإحدى توابع الإنتعاش الحضاري والإقتصادي الذي فرض نفسه على المملكة والشعب السعودي ضمن الخمسين سنة الماضية وما رافقها من إختلاط حضاري مع الدول الأخرى في العالم سواء في نمط الحياة أو سبل الرفاهية أو حتى تنوع مكونات الغذاء اليومي للعائلات السعودية , فمن هذه التوابع تعدد أنواع الغذاء على المائدة السعودية والزيادة الكبيرة في السعرات الحرارية المكونة لهذا الغذاء وإرتفاع نسبة الدهون والنشويات فيه إضافة إلى قلة سبل إستهلاك هذه السعرات الحرارية نتيجة إلى الإستعمال المفرط للسيارات وقلة التوجه لعمل الأنشطة الرياضية المنتظمة وخاصة للسيدات أضف إلى ذلك العوامل البيئية التي تفرض نفسها كعائق لممارسة الرياضة بشكل منتظم كإرتفاع درجة الحرارة لفترة طويلة خلال العام ، ففي دراسة أجراها الدكتور : النعيم ونشرت في إحدى المجلات الطبية العالمية في العام 1996م أثبت خلالها إرتفاع نسبة السمنة ضمن الشعب السعودي وخاصة النساء وبينت الدراسة أن هذه النسبة تعد ضمن مجموعة أعلى نسبة سمنة مفرطة في العالم ، ففي حين تبلغ نسبة السمنة عند السيدات 24% ، تبلغ عند الرجال مايقارب 20% ، وعند مقارنة هذه النسبة مع الدول الأخرى نجد أن نسبة السمنة المفرطة في اليابان مثلا 2.7% ، وفي الولايات المتحدة 13.5% ، وهولندا 11% ، أما في أستراليا فتبلغ النسبة %11.15 ، بينما تصل في الكويت إلى 44% .
لقد أثبتت التقارير الطبية العالمية تأثير السمنة المفرطة بشكل سيء على الصحة وعلاقتها الوثيقة بالأمراض المختلفة والتي قد تؤدي إلى الوفاة المبكرة ، كما بينت تلك الدراسات أن السمنة لها علاقة وثيقة بطبيعة الحياة الإجتماعية والبيئية وتركيبة الجينات وغيرها من الأسباب الأخرى .
ومن الأمراض التي عرفت بعلاقتها الوثيقة بالسمنة المفرطة مرض إلتهاب وتآكل المفاصل والذي يصل إلى حد الإحتياج إلى تبديل المفاصل كذلك أمراض السكر والضغط ,وأمراض تصلب الشرايين والذبحات الصدرية , وحالات العقم عند السيدات ، إضافة إلى فقدان الثقة بالنفس وحالات العزلة والإكتئاب النفسي وغير ذلك من الأمراض الأخرى التي لايمكن حصرها ,ويكفي أن نذكر أنه في دولة مثل الولايات المتحدة يتم صرف ما يقارب 8% من الميزانية الصحية على الأمراض المتعلقة بالسمنة المفرطة .
كيف نعرف السمنة المفرطة : توجد عدة معادلات حسابية لحساب نسبة السمنة عند المرضى وبالتالي تحديد سبل العلاج المختلفة وفاعلية هذه السبل ، ومن ضمن هذه المعادلات الحسابية التناسب الوزني الطولي المعروف بـ BMI)) وهو عبارة عن تقسيم الوزن على مربع الطول بالمتر{ الوزن ÷ ( الطول )2 } وتعتبر السمنة مفرطة إذا تعدت النسبة 35% فأكثر .
الجدير بالذكر أن السمنة عند السيدات السعوديات والتي أثبتت في عدد من الدراسات إنما تعكس الفكرة الإجتماعية عند الرجل السعودي قديما والتي تعتقد في زيادة جمال المرأة مع زيادة وزنها .
فوائد تخفيف الوزن :
أثبتت العديد من الدراسات بأن تخفيض الوزن بنسبة تتعدى 20% من الوزن الأصلي فأكثر يؤدي إلى تحسن كبير عند مرضى السكر ونقصان كبير في حاجاتهم إلى أدوية السكر وقد أثبتت الدراسات أيضا نفس الشىء بالنسبة لمرضى الضغط و الذين تقل حاجتهم لأدوية الضغط مع نزول أوزانهم لأكثر من 20% من الوزن الأصلي .
العديد من الدراسات أثبتت نفس النتائج بالنسبة لمرضى تصلب الشرايين والذبحة الصدرية وغيرها من الأمراض الأخرى .
تجدر الإشارة إلى أن بعض الدراسات العلمية أثبتت علاقة السمنة المفرطة ببعض السرطانات عند النساء مثل سرطان الثدي والرحم وسرطان المبيض ، كذلك أثبتت تلك الدراسات العلاقة بين سرطان القولون عند الرجال والسمنة لمفرطة .
طرق التخلص من السمنة :
1- تغيير طريقة الحياة ومحاولة تخفيض الوزن عن طريق عمل الرياضة المنتظمة وإتباع نظام
حركي منتظم .
2- إتباع الحمية وذلك بتخفيض كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص يوميا لأقل من 1500 كيلو كالوري في اليوم ,البعض قد يقلل السعرات الحرارية إلى أقل من800 كيلو كالوري حيث تزيد نسبة نزول الوزن ,المشكلة في هذه الطريقة صعوبة تنفيذها وصعوبة المحافظة على الوزن بعد نزوله .
3- إستعمال الأدوية المحبطة للشهية أو الأدوية المخفضة لإمتصاص الدهون وهي إحدى الوسائل الفعالة ، ولكن الصعوبة تكمن في المحافظة على هذه الطريقة لفترة طويلة .
4- طريقة الجراحة :
تعتبر الطريقة الجراحية لتخفيض الوزن من أقدم الطرق المستعملة ، وهي تعتبر أيضا أكثر الطرق فعالية في تخفيض الوزن إلى الوزن المناسب للمريض ، ومنذ عدة سنوات طرأ تطور كبير في الجراحة وذلك بدخول جراحة المناظير ضمن الطرق الرئيسية لإجراء عمليات تخفيض الوزن ولاقت هذه الطرق نجاحا كبيرا نظرا لما لها منمميزات يمكن سردها كما يلي :
أ- قدرة المريض على الحركة مباشرة مما يقلل من الإصابة بجلطة الرئة والتهابات الصدر وجلطة الساق .
ب- عدم وجود الجرح الذي يترك ندبة قد تكون في بعض الأحيان قبيحة الشكل وتحتاج إلى عملية تجميلية أحرى .
ج- عدم حدوث الإلتصاقات حول منطقة العملية والتي قد تؤدي إلى حدوث إنسداد الأمعاء في المستقبل .
د- القدرة على الرؤية بصورة جيدة بواسطة المنظار و بالتالي يمكن إجراء القياسات بصورة أدق و أفضل من إجرائها بالطرق التقليدية .
أولاً : استعمال الحزام المعدي الموزون :
لاقت هذه الطريقة شهرة كبيرة في بداية إستعمالها منذ أكثر من عشر سنوات ضمن أوروبا ,وهي تعتمد على إستعمال حزام من مادة بلاستيكية مدعمة وتركيبه على الجزء الأعلى من المعدة وشده ووضع خزان أسفل الجلد يمكن عن طريقة نفخ الحزام وبالتالي شده حول المعدة ,ولم يتم حتى الآن قبول هذه الطريقة ضمن منظمة الصحة الأمريكية ، وتعاني هذه الطريقة من السلبيات الآتية :
1- نسبة الفشل العالية لنزول الوزن المناسب على المدى الطويل بعد العملية إضافة إلى استرجاع الوزن بعد فترة غير طويلة من إجراء العملية .
2- تغير مكان الحزام إما لأعلى أو لأسفل المعدة وبالتالي زيادة تصغير المعدة أو زيادة حجمها .
3- إختراق الحزام لجدار المعدة وبالتالي حدوث التقرحات الشديدة داخل المعدة والآلام المبرحة والحاجة إلى إزالة الحزام .
4- كون الحزام جسم غريب يحتاج إلى إزالته في المستقبل بعملية جراحية أخرى .
5- إمكانية التحكم في حجم الحزام من الخارج تؤثر سلبيا على نسبة نجاحه ، حيث يميل بعض المرضى إلى إبقاء الحزام في حالة إرتخاء لفترات طويلة ، وبالرغم من وجود السلبيات المذكورة فإنها قد انتشرت بصفة كبيرة المملكة في خلال الأربع سنوات الماضية ..
ثانياً : عملية تصغير المعدة الطولي :
وهي إحدى العمليات القديمة والمعروفة بالطريقة الجراحية التقليدية ، وقد لاقت قبولاً عالمياً بعد البدء بإجرائها بالمنظار ، وهي تعتمد على مبدأ تصغير القدرة الإستيعابية للمعدة إلى مايقارب 20 % وعزل الجزء الأكبر من المعدة من دون إزالته ، ويقوم الجراح بربط الجزء الأسفل من المعدة الجديدة بشبكة تمنع توسع المعدة الجديدة ، تعتمد هذه العملية أيضاً على عزل الجزء الأعلى من المعدة وبالتالي تقل حاسة الجوع عند المريض الى حد كبير وضمان نزول الوزن بصورة مطرده ومنتظمة .
مزايا هذه العملية :
أ- هي حل فعال للتخلص من السمنه المفرطة وتصل فعاليته إلى أكثر من 95% .
ب- هو حل نهائي مدى الحياة للتخلص من مشكلة السمنة المفرطة .
ج- لاتوجد مضاعفات من هذه العملية ، وخاصة مشكلة التطريش أو التقيؤ كما هي الحال في عملية الحزام المعدي .
د- سهولة العملية على المريض حيث أنها تجري بالمنظار ، وليس لها مضاعفات جراحية تذكر .
3- عملية توصل المعدة بالأمعاء
:
هذه العملية تعتبر أكثر العمليات فعالية في القضاء على السمنة المفرطة وبنتائج تصل إلى 100% .
تعتمد هذه العملية على مبدأين أساسيين هما تصغير حجم المعدة إلى حوالي 20% كم حجمها الأساسي وتوصيلها بالأمعاء الدقيقة مباشرة وبالتالي إلغاء ما يقارب الأربعين في المائه من قدرتها على الإمتصاص بدون إزالتها جراحياَ.
وتعتبر هذه العملية هي الإختيار الأول من بين العمليات المستقلة لتخفيف الوزن في الولايات المتحدة وكندا وقد لاقت إقبالا كبيرا في الفترة الأخيرة ضمن أوروبا ، وتجرى في الرياض وقد أبدت نتائج جيدة جداَ .
مميزات هذه العملية :
أ- حسن تقبل المريض لهذه العملية من الناحية الجراحية كونها تجري بالمنظار .
ب-سرعة نزول الوزن ما بين 40-60كجم في السنة الأولى .
ج- فعالية هذه العملية عند مرضى السمنة المفرطة الناتجة عن أكل الحلويات والسكريات والتي قد تفشل العمليات الأخرى في هذه الحالات .
وأيـاً كانت العملية المستعملة يبقى حرص المريض وإجراء التمارين الرياضية أحد العوامل المهمة لنجاح هذا النوع من العلاج للسمنة المفرطة .
abdou_bouni- عدد المساهمات : 11
نقاط : 19
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/10/2014
العمر : 32
الموقع : www.fb.com/abdou.bouni
رد: السمنة المفرطة مفهومها وطرق علاجها
جزائري وافتخر كتب:موضوع رائع ومفيد
سلمت يداك
انت الاروع حبيبي
همسة :
(i love u )
abdou_bouni- عدد المساهمات : 11
نقاط : 19
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/10/2014
العمر : 32
الموقع : www.fb.com/abdou.bouni
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى